إنتر وميلان- خطة لملعب جديد بدلاً من سان سيرو الصيفي القادم

المؤلف: وكالة الأنباء الفرنسية10.01.2025
إنتر وميلان- خطة لملعب جديد بدلاً من سان سيرو الصيفي القادم

تلقى المشروع الطموح الذي يجمع قطبي مدينة ميلانو، إنتر وجاره ميلان، والرامي إلى تشييد ملعب جديد عصري يحل محل "سان سيرو" الأيقوني، دفعة معنوية هائلة اليوم. إذ أعرب رئيس بلدية ميلانو عن أمله في بيع الملعب العريق للناديين الكبيرين قبل حلول فصل الصيف المقبل.

وفي سياق حديثه لإذاعة "أر تي أل 102.5"، صرح جوزيبي سالا قائلاً: إنه يتطلع إلى استلام دراسة جدوى مفصلة، تتضمن عرض شراء رسمي من الناديين، ليقوم بدوره بتحويلها إلى مجلس بلدية المدينة لاتخاذ القرار المناسب.

وأردف قائلاً: "الهدف الأساسي هو إتمام عملية بيع الملعب والمنطقة المحيطة به بحلول مطلع العطلة الصيفية القادمة".

لطالما تاق قطبا ميلانو لاستبدال "سان سيرو" الحالي، الذي تقادم عليه الزمن، بمنطقة حديثة ومتطورة. وفي شهر أكتوبر الماضي، أعادا إحياء مشروع مشترك كان قد تم التخلي عنه في عام 2023، بعد أن أمضى أكثر من ثلاثة أعوام في دهاليز البيروقراطية والتعقيدات السياسية.

وسيتم إخضاع دراسة الجدوى الجديدة للمشروع المنتظر، والذي كانت قيمته التقديرية الأولية تبلغ 1.3 مليار يورو، لمراجعة دقيقة وشاملة، بحيث تتضمن هدمًا جزئيًا فقط لملعب "سان سيرو" الذي تملكه بلدية المدينة. ويهدف المخطط إلى استغلال الموقع في إنشاء مساحات خضراء واسعة، ومجموعة متنوعة من المرافق الرياضية ومناطق الترفيه المتنوعة.

وقبل الشروع في أي أعمال هدم، سيتم بناء ملعب جديد يتسع لـ 60 ألف متفرج، وفقًا للمشروع السابق. ولكن في التصميم الجديد، سترتفع سعته إلى أكثر من 70 ألف مقعد، وسيتم تشييده في المنطقة الواقعة مباشرة إلى الغرب من الملعب الحالي، حيث توجد حاليًا مواقف للسيارات وحديقة عامة.

ويكمن الفارق الجوهري هذه المرة في أن إنتر وميلان سيقومان بشراء تلك الأرض بدلاً من استئجارها، مع التأكيد على أن العمل لن يبدأ قبل انطلاق الألعاب الأولمبية الشتوية المقررة في العام المقبل، والتي سيستضيف ملعب سان سيرو الحالي حفل افتتاحها البهيج.

وأضاف سالا: "سيستغرق الأمر عدة أعوام لإنجاز المشروع. وعندما يصبح الملعب الجديد جاهزًا، سيقوم الناديان بتجديد الملعب القديم، الذي أعتقد أنه سيبقى في مكانه كما هو عليه الآن حتى عام 2030".

ويكتسب بيع "سان سيرو" والأراضي المحيطة به في أقرب وقت ممكن أهمية بالغة بالنسبة للناديين ورئيس البلدية، لأنه إذا بقي ملكية عامة بحلول نهاية هذا العام، فإن قانون حماية المباني المصنفة "إرثًا"، والذي يمنع هدم المستوى الثاني من الملعب الحالي، سيدخل حيز التنفيذ بشكل تلقائي.

وثمة قلق ذو طابع سياسي من جانب مجلس مستشاري المدينة، وذلك لاعتبارات تتعلق بما يعتبرونه تجاوزًا للديمقراطية المحلية، ورغبة من سالا في فرض المشروع لكي لا يُقال عنه لاحقًا إنه رئيس البلدية الذي تسبب برحيل اثنين من أكبر أندية كرة القدم في العالم عن المدينة.

وفي عام 2023، وفي أعقاب التخلي عن المشروع السابق، استحوذ نادي ميلان على قطعة أرض في ضاحية سان دوناتو ميلانيزي (جنوب شرق)، على بعد 15 كيلومترًا من ملعبه الحالي. وفي المقابل، بحث إنتر في إمكانية شراء أرض في روتسانو وأساغو جنوب المدينة اللومباردية.

ويعتبر هذا الملعب الأسمنتي الضخم بمثابة كاتدرائية كروية خرسانية، حيث يتسع لـ 80 ألف مقعد، وقد تم بناؤه في عام 1926. إلا أنه لم يعد يلبي احتياجات الناديين على الرغم من تحديثه استعدادًا لمونديال 1990.

وفي عام 2026، سيستضيف الملعب حفل افتتاح الأولمبياد الشتوي في ميلانو-كورتينا دامبيتسو. وكان من المفترض أيضًا أن يحتضن نهائي دوري أبطال أوروبا 2027، ولكن بسبب الشكوك المحيطة بمستقبله، تراجع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) عن هذا القرار في 24 سبتمبر الماضي.

وإذا انتقل الناديان إلى مكان آخر، فسيكون ذلك مكلفًا سياسيًا لإدارة سالا. كما ستجد العاصمة الاقتصادية لإيطاليا نفسها في موقف لا تحسد عليه، حيث ستجد نفسها مع ملعب ضخم غير مستخدم على مشارفها، وغير قادر على تأمين أكثر من 7 ملايين يورو كإيجار سنوي. وسيتعين على البلدية حينها إما إعادة استخدامه أو هدمه بشكل كامل.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة